حتى لو حققنا أهداف الحرب.. وضعنا سيكون أسوأ

 

في مقاله في "هآرتس" يقول "جدعون ليفي":

"الحقائق صارخة. حماس تزداد قوة. وكلما زاد تعرّضها للضرب في غزة، كلما نمت قوتها السياسية بين الفلسطينيين، أقلّه خارج قطاع غزة. وكلما طال أمد الحرب، ساءت مكانة إسرائيل الدولية. لقد وصلت بالفعل إلى مستوى غير مسبوق من الحضيض، ليس بعدُ بين الحكومات، ولكن بالتأكيد في الرأي العام العالمي.

لقد أصبحت إسرائيل دولة منبوذة أكثر من أي وقت مضى. إن التقارير الواردة من غزة تمثل واقعا همجيا. العالم يرى ذلك ويشعر بالاشمئزاز. كيف لا؟ استطلاعات الرأي للشباب في الولايات المتحدة، بما في ذلك الشباب اليهود، يجب أن ترعب إسرائيل. وحماس تحظى بشعبية أكبر بينهم من إسرائيل. يمكننا أن نشكر الحرب على ذلك.

شكرا لك أيتها الحرب، لأنك جعلت من كل إسرائيلي ليس فقط هدفا أمنيا أينما ذهب، بل هدفا للعار الوطني. بعض الإسرائيليين لا يمانعون في الشعور بالخجل، لكن ليس جميعهم.

شكرا أيتها الحرب، لأنك أوصلت إسرائيل إلى حافة الهاوية الاقتصادية. أيام السياح الذين يأتون إلى هنا بالأعداد التي اعتدنا عليها هي بعيدة المنال، لكن الضرر الأكبر الذي لحق بإسرائيل سيظهر في ما يحدث لها في الداخل. إن هذه الحرب، فضلا عن الإصلاح القضائي الشامل، تحطّم بقايا الديمقراطية الإسرائيلية.

وستجد إسرائيل نفسها في وضع أسوأ مما كانت عليه عندما بدأت الحرب. وحتى لو تمكنت من تحقيق أهدافها، التي يبدو أنها تتراجع، فإن وضع البلاد سيكون أسوأ من ذي قبل".  

 

تعليقات