ياسر الزعاترة
بعد
3 عقود ونصف من تعامله مع القوى الإسلامية في الساحة الفلسطينية، وفي مقدمتها
"حماس"، واغتياله لمؤسسي الحركة وأكبر قادتها؛ ما زال ذلك العدو عاجزا
عن فهم الحالة على نحو صائب.
من
هذا المنطلق تراه يهدّد ويتوعّد القادة والعناصر بالموت؛ كأن ذلك سيردعهم.
هنا
قوم يدركون تماما أنهم يسيرون في طريق عنوانه الشهادة، وأيّ تهديد بالموت لا
يخيفهم بحال.
هنا
ثقافة لا تعتبر الشهادة موتا، بل تؤمن بأنها حياة خالدة منذ لحظة الغياب عن دنيا
الأحياء العادية، وهي دنيا من "كبد" و"كدح" على كل حال.
الشهداء
وفق هذا الإيمان اليقيني "أحياءٌ عند ربهم يُرزقون". ومن كان هذا
إيمانه؛ لا يمكن أن ترهبه معادلة الخوف التي تعرفها ثقافة العدو.
لا
يتوقّف الأمر عند الشهيد، بل يشمل ذويه أيضا، فحين يؤمن هؤلاء بأن روح حبيبهم
ترفرف في مكان آخر، وتعيش حياة أجمل بما لا يُقاس، فإن ذلك يمنحهم العزاء، وقبله
روح التضيحة والعطاء.
بقي
القول إن هذه الأمّة لن تستسلم ما دامت تؤمن بثقافة الجهاد والشهادة، وهنا سرّ
الأسرار في استهداف هذه الثقافة من قبل من يريدون (الأمّة) تابعة ذليلة.. وأنّى
لهم ذلك.
تعليقات
إرسال تعليق