ياسر الزعاترة
19 وثيقة جديدة تم رفع السريّة عنها،
وهي ترتبط بدعوى ذات صلة بجيفري إبستين، المدان بالاستغلال الجنسي للأطفال، والذي
توفي في السجن قبل محاكمته.
إبستين هو ملياردير يهودي، وشريكته
جيسلين ماكسويل (يهودية أيضا)، وهما من أدارا الشبكة الرهيبة، والتي وردت فيها
أسماء عشرات الشخصيات من أعلى المراتب السياسيّة في المجتمع الأمريكي، ضمن قائمة
ضمّت نحو 200 اسم ستلحق بها قوائم تالية.
ليس من العسير قراءة البُعد السياسي
وراء الشبكة، والسبب يتعلق بهوية من أدارها وصديقته، وثانيا هوية المُستدرَجين إلى
حبائلها، ثم ثالثا الموت الغامض للرجل (قيل إنه انتحر في السجن في 2019).
بيل كلينتون وترامب ونائب الرئيس
السابق آل غور، من أبرز الأسماء التي وردت في الوثائق، وهناك شقيق العاهل
البريطاني؛ الأمير أندرو، وهناك المحامي الصهيوني آلان ديرشوفيتز الذي سيترافع عن
"الكيان" ضد دعوى جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية.
ولافت بالطبع أن الأمر لم يكن ذا صلة
بالتجارة، بقدر صلته بالسياسة والقوة والنفوذ، فالأمر يتعلق بنخب متنفذة في أهم
قطاعات المجتمع الأمريكي.
وإذا صحّ ما ذكره عميل سابق في جهاز
"الموساد" عن أن إبستين وصديقه ماكسويل (والد جيسلين) كانا جاسوسيْن
للجهاز، فإن الأمر يغدو أكثر وضوحا، لكنه يبدو كذلك أصلا، حتى لو تجاهلنا كلام
العميل الذي ورد في كتاب "إبستين: الموتى لا يروون الحكايات" (2022)
لديلان هوارد وميليسا كورنين.
ومما قاله العميل المذكور أن إبستين
وماكسويل كانا يستدرجان القاصرات لممارسة الجنس مع كبار السياسيين، ومن ثم تصويرهم
لأغراض الابتزاز السياسي مستقبلا.
ووفق الكتاب، فإنّ روبرت ماكسويل كان
بمثابة قواد استخبارات وعميل لثلاثة أجهزة استخبارات في آن.
الأرجح أن تتم لملمة الأمر على نحو
من الأنحاء، لكن تفاعلات القضية لن تتبخّر في الأوساط الأمريكية، وما قيل أعلاه،
سيتردّد على نحو أكثر وضوحا وصراحة في أوساط أمريكية لها حساسياتها تجاه اللوبي
الصهيوني، وإن لم تتجرّأ على مواجهته.
منطق التاريخ يقول إن أيّ أقلية
تتجاوز الحدود في مستوى نفوذها، لا يمكن أن تواصل ذلك إلى ما لا نهاية، ولا بد أن
ينقلب المجتمع عليها، وهذا ما يبدو أنه يقترب في الحالة التي نحن بصددها. ولا شك
أن تفاعلات "طوفان الأقصى" سكون لها دورها في تسريع هذا المسار.
تعليقات
إرسال تعليق