بدعوة من رئيس مجموعة أماكو علي العبد الله السفير الجزائري يزور مرجعيات صيدا

بوابة صيدا

قال السفير الجزائري إن ما بين لبنان والجزائر أكبر من التاريخ وأبعد من الجغرافيا، لأن ما بين البلدين هو تاريخ مشترك من النضال والتضحيات لبناء أوطان تليق بأبنائها. وأضاف خلال زيارة قام بها إلى صيدا ومرجعياتها أمس الخميس بدعوة من رئيس مجموعة أماكو علي محمود العبدالله، إن الجزائر تتطلّع إلى تنمية العلاقات المشتركة وتعزيزها إلى المستوى الذي يتناسب مع قوة العلاقات التاريخية، خصوصا وإن الجزائر تقوم بتطوير قوانين الإستثمار وآخرها قانون الإستثمار الجديد. وأكد أن الجزائر تنظر إلى المستثمرين اللبنانيين باعتبارهم قوة تنمية إقتصادية قائمة على الإبتكار والإبداع، وأن "لديهم فرصة للإستفادة من مناخات الإستثمار الجزائرية المرحّبة بالأخوة اللبنانيين والعرب".

وأجرى السفير بلباقي برفقة علي العبد الله والوزير المفوّض في السفارة الجزائرية في بيروت بن شيخ محمد، سلسلة زيارات إلى عدد من الشخصيات السياسية والمرجعيات الصيداوية. وشملت زيارات السفير أمين عام التنظيم الشعبي الناصري النائب د. أسامة سعد، النائب د. عبد الرحمن البزري، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد صالح، رئيس بلدية صيدا د. حازم بديع والشيخ د. صادق النابلسي في مجمّع الزهراء في صيدا. 

وخلال هذا النهار الصيداوي الطويل، صرّح العبد الله خلال إستقباله السفير بلباقي في مقر مجموعة أماكو، قائلا: "شرّفنا السفير بلباقي بزيارة صيدا، هذه المدينة التاريخية الجامعة، النابضة بأهلها حبا" للجزائر ولكل الأخوة العرب. لقد عبّرنا اليوم للسفير بلباقي عن مدى إهتمامنا بتقوية العلاقات المشتركة بين البلدين، خصوصا" في هذه المرحلة التاريخية الصعبة والمؤلمة التي يمرّ فيها العالم العربي. نحن بأمسّ الحاجة إلى رصّ صفوفنا العربية، والوقوف إلى جانب فلسطين التي تتعرّض اليوم إلى حرب إبادة صهيونية في غزّة، وغزوات متوحشة في الضفة الغربية فضلا" عن الإعتداءات الإسرائيلية ضد لبنان وأهله. ما يحصل اليوم في غزة هو دليل ساطع على إن بداية الحلّ الوحيدة لأهل فلسطين هي في قيام الدولة الفلسطينية الحرّة، السيدة والمستقلة".  

زيارات صيداوية واسعة

وخلال الجولة في صيدا، أجرى السفير بلباقي سلسلة زيارات برفقة علي العبد الله، إلى عدد كبير من المرجعيات الصيداوية حيث تم التطرق إلى أهمية العلاقات الجزائرية اللبنانية المشتركة، وسائر القضايا ذات الاهتمام المشترك.

واستقبل الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب د. أسامة سعد في مكتبه في صيدا السفير بلباقي يرافقه الوزير المفوض في السفارة بن شيخ محمد، وعلي عبد الله ود. ماهر حمزة، بحضور مدير مكتب النائب سعد طلال ارقدان، وأمين سر اللجنة المركزية في التنظيم الشعبي الناصري د. خالد الكردي، وعضوي الأمانة السياسية مصباح الزين وناصيف عيسى "ابو جمال". وتداول النائب سعد والسفير بلباقي في مجموعة من القضايا، على رأسها حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة، إضافة إلى قضايا عربية أخرى. ووجّه النائب سعد والسفير بلباقي تحية إلى الشعبين اللبناني والفلسطيني اللذين يخوضان نضالا تاريخيا ضد آلة الحرب الصهيونية. كما وجّه النائب سعد تحية إلى الجزائر التي تناصر القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

كما زار السفير بلباقي النائب د. عبد الرحمن البزري في منزله برفقة علي العبد الله ومحمود سروجي. وتناول اللقاء أهمية تطوير العلاقات اللبنانية الجزائرية، والتطورات السياسية والعسكرية في غزة وجنوب لبنان والمنطقة عموما. وثمّن البزري الموقف الجزائري الداعم دوما للقضايا العربية وخصوصا القضية الفلسطينية. كما شدّد على أهمية ومتانة العلاقات اللبنانية الجزائرية ومستقبلها الواعد. أما السفير بلباقي فشدّد على أهمية دعم الشعب الفلسطيني في مسعاه لنيل استقلاله وحريته وأمنه، واعتبر أن ما يحصل في غزة هو عدوان لا مثيل له في التاريخ ضد شعب أعزل. 

وزار السفير بلباقي مع علي العبد الله والوفد المرافق رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد صالح في مقر الغرفة في صيدا. وشارك في اللقاء كل من نائبي رئيس الغرفة عمر دندشلي وجمال جوني وعضو مجلس إدارة الغرفة سمير القطب. وخلال اللقاء جرى البحث في سُبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، خصوصا على ضوء تعزيز مناخ الاستثمار في الجزائر.

صالح رحب بالسفير بلباقي منوّها بالعلاقات التاريخية التي تجمع البلدين مؤكداً اهتمام القطاع الخاص في الجنوب اللبناني بتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي مع الجزائر، لافتا الى وجود الكثير من الفرص المتاحة في مختلف القطاعات للتعاون، ومؤكداً في الوقت عينه على ضرورة زيادة التواصل بين اصحاب القطاعات المنتجة في البلدين لا سيما في الجنوب اللبناني. بدوره شكر السفير بلباقي رئيس الغرفة على اللقاء مشيرا الى اهتمام الجزائر واصحاب القطاعات المُنتجة فيها بتعزيز التعاون مع نظرائهم في لبنان بشكل عام والجنوب بشكل خاص. وأكد على أهمية ما تقوم به الجزائر على مستوى قوانين الاستثمار وآخرها قانون الاستثمار الجديد، وهو ما يعزّز بشكل كبير من مناخ الاستثمار في الجزائر.

وزار السفير أيضا مع علي العبد الله رئيس بلدية صيدا د. حازم خضر بديع في مكتبه بالقصر البلدي برفقة الوزير المفوّض في السفارة بن شيخ محمد. ورحّب د. بديع بالسفير بلباقي في بلدية صيدا، مشيرا الى ان الزيارة هي زيارة تعارف. كما جرى خلال الزيارة التطرّق إلى تداعيات الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب، والمناطق اللبنانية المختلفة. وقال: "كانت زيارة مثمرة حيث تم استعراض سُبل التعاون المشترك بين صيدا وبلديتها ودولة الجزائر، اضافة إلى مجالات أخرى كتبادل الخبرات ولاسيما المتعلقة بالاستثمار والطب والزراعة والتعليم. أما السفير بلباقي فنوّه بنشاطات البلدية، وأكد على أهمية تعزيز العلاقات بين لبنان والجزائر بشكل عام، ولبنان والجنوب بشكل خاص، خصوصا وأن صيدا تعدّ عاصمة الجنوب.    

وزار السفير بلباقي سماحة الشيخ د. صادق النابلسي في مجمّع الزهراء، حيث التقاه بحضور مدير مستشفى عسيران في صيدا د. ماهر حمزة. وتناول الطرفان خلال اللقاء التطورات الخطيرة في فلسطين والجنوب اللبناني. وأكد السفير خلال الزيارة على موقف الجزائر القوي تجاه فلسطين وأهلها، والداعم للنضال من أجل نيل الحرية والتخلّص من الهيمنة الصهيونية. وشدّد على إن الجزائر ستواصل دعمها القضية الفلسطينية.

الشيخ د. النابلسي من جهته، شدّد على أهمية التفاعلات الأخلاقية الاجتماعية الحالية في الغرب والتحوّل الكبير الذي يشهده العالم بخصوص النظرة إلى إسرائيل. وقال إن نظرة الغرب تجاه إسرائيل لم تعد تلك النظرة المبنية على الرواية الإسرائيلية المزيفة والسردية الصهيونية والتوراتية المضلّلة، وإنما على الحقيقة التي تكشف عن وحشية هذا الكيان وإجرامه وفلسفة وجوده القائمة على التوسع والإفساد والظلم. وختم قائلا: "نحن في لحظة مصيرية، إلا أنّ الروح الفلسطينية واللبنانية المقاومة هي روح مشبعة بالإيمان والأمل بالنصر بينما الروح الإسرائيلية هي روح منكسرة ومنهزمة ويائسة من استمرار بقائها على هذه الأرض".

 












تعليقات